الملخص

تتمحور إشكالية البحث حول تعرض الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا لأخطار حقيقية، منذ أواخر القرن 15م ومطلع القرن 16م، على يد القوى الاستعمارية البرتغالية، الساعية لتحقيق طموحاتها الاقتصادية والدينية والسياسية بمباركة البابوية، وكذا تصدر بعض القوى الإسلامية لمحاربة تلك الأخطار، والذود عن الحضارة الإسلامية ونشرها، والحفاظ على مقومات استمرارها في شرق إفريقيا، وفي مقدمة تلك القوى العثمانيون في القرن16م، والعمانيون اليعاربة في القرن17م. وينبثق عن هذه الإشكالية عدد من التساؤلات من قبيل: متى وكيف كانت البدايات الأولى للحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا؟ وما أبرز الممالك والدول الإسلامية التي نشأت هناك؟ ومتى وكيف تم تغلغل الاستعمار البرتغالي إلى شرق إفريقيا وما هي أخطاره على الحضارة الإسلامية هناك؟ ثم ما طبيعة الدور الذي قام به العثمانيون والعمانيون في مقاومة تلك الأخطار ونشر الحضارة الإسلامية والحفاظ عليها في شرق إفريقيا؟ 

ومن خلال المعطيات المعاصرة للمرحلة المدروسة والقريبة منها حاول الباحث الإجابة على إشكالية البحث بتساؤلاتها المتعددة، من خلال تقسيم البحث إلى ثلاثة محاور، كما يأتي:

المحور الأول: بواكير الحضارة الإسلامية ومظاهرها في شرق إفريقيا.

المحور الثاني: الحملات البرتغالية وخطرها على الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا.

المحور الثالث: جهود العثمانيين والعمانيين في مقاومة البرتغاليين ونشر الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا.