الملخص

ظاهرة الاتجار بالمخلوقات البشرية في عالم الحروب ظاهرة عميقة ومتجدِّدة، تأصلت في الأمم القديمة، وبرزت في شتى الأزمان، ومختلف البيئات، وتطورت مع تنوع الأعراق، وتفاوت الطبقات، واختلاف الأديان، وتجدُّد الحاجات، وصراع الإرادات، وتتناول هذه الدراسة ظاهرة المتاجرة بالأسرى في البلاد الشامية في القرنيين: السادس والسابع الهجريين/ الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، مع تحوُّل تلك البلاد إلى مسرح دائم للقتال، واستمرارية الحروب وتشعُّبها، وتداول النصر والهزيمة بين القوى الإسلامية والصليبية، وما ترتب عنه من زيادة أعداد الأسرى، وكثرة أسواقهم، ونمو تجارتهم، وستلقي هذا الدراسة الضوء على دوافع المتاجرة بالأسرى، وتقلبات أسواق الأسرى، وطرائق تسويقهم، وتفاوت أثمانهم، وفئات المتاجرين بالأسرى، ومكانتهم ومكاسبهم، وأثر التغايرات الدينية، والتنافرات المذهبية، والتباينات الاجتماعية في رواج تجارة الأسرى، ونتائج المتاجرة بالأسرى.