الملخص

     نظراً لما نشاهده في مجتمعنا العربي من ظلم وسطو على الشعوب المغلوبة على أمرها، وما نتج عن هذا الظلم من خراب للأوطان وضياع للأموال وهلاك للأنفس، وسقوط عروش الكثير من المتسلطين على إثره؛ ما كان لها أن تسقط لولا الظلم والاستبداد، لأجل هذا لزمنا أن نسطر بعض الحقائق الاجتماعية والنظريات البينية التي أشار إليها ابن خلدون في مقدمته، ومدى توافق هذه النظريات الاجتماعية مع النصوص الشرعية. ونهدف من خلال هذه الدراسة إلى إبراز أهمية علم الاجتماع والاستفادة منه، وبيان مدى ترابط علم الاجتماع مع النصوص الشرعية في الكثير من المفاهيم والسنن الكونية، والتعرف على خصائص ابن خلدون ومميزاته في علم الاجتماع، كما نهدف من خلال هذه الدراسة إلى إحياء التراث الاجتماعي وتوظيفه في خدمة القضايا الإنسانية وتوعية المجتمع وتحذيرهم من عاقبة الظلم، والابتعاد عن الأخطاء التي وقعت فيها الأمم السابقة. وتكمن أهمية هذه الدراسة من خلال رصد تجارب الأمم السابقة التي نص عليها الشرع، وتوافقت مع النظريات الاجتماعية وأشار إليها ابن خلدون، وقد سلك الباحث عدة مناهج لتحقيق هذه الأهداف، كان أبرزها الاستقراء والتحليل والنقاش والاستنتاج، وقد توصل الباحث من خلال هذه الدراسة إلى عدة نتائج، أبرزها الظلم آفة خطيرة تهدم العمران، وتعطل الفكر، وتفسد العقل، وتضعف الأمم والشعوب.